تعلمت من سورة الفاتحة

 هناك آيات في سورة الفاتحة جعلتني انظر بنظرة مختلفة لي و للناس في مسألة الوعي و التغيير 


وهي آية : (اهدنا الصراط المستقيم  * صراط الذين أنعمت عليهم *  المغضوب عليهم و لا الضآلين )


وهنا خرجت بثلاثة انواع من الناس 


اناس يحاولون بقدر الامكان ان يسعوا للتغيير و للتصحيح و زيادة وعيهم ويبقون على محاولة و رجاء من الله أن يعلمهم دائما و يرشدهم .. فهم يبغون الرشاد



و أناس إن أتاهم العلم و فهموه و عرفوا انه الحق كذبوه أيضاً عنداً او كبراً أو غيرة 


و أناس في ضلال… هم في طريق مائل .. ليس لانهم يعلمون و يكابرون .. ولكنهم ببساطة لا يعلمون…



و ان استوعبت ذلك سترتاح كثيراً في صراعاتك مع البشر و مع نفسك

و ستعرف أيهم يستحق المحاولة معه و من لا


فهناك من يخطئ في حقك جهلاً منه لما يضايقك و إن لفت نظره .. حاول أن يغير ذلك 


و هناك من إن صارحته .. خسرته … فهو يزداد في فعله 



وهناك من إن تحدثت بوجهة نظرك … استمع لك و أقر بأنه استفاد

وهناك من يحبطك و يثبطك و كلما قلت كلمة حق أوجعتهم في معتقداتهم

أسقطوا غضبهم عليك .. و إزدادوا عنداً ويلين الحجر و لا يلينوا.. فإذا وجدت مثل هؤلاء فارفق بحالك و اكسب صحتك .. لا تجعل قفصك الصدري يصدم بحائط صلب فما ينوبك سوى كسر ضلوعك …


(ما على الرسول إلا البلاغ )

(فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )


حتى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كان الله يوصيه و يعلمه أنه ما عليه سوى تبليغ ما يعرفه … أما الاستجابة فهي ملك لصاحبها .. هناك من يتشرب و يرتوى من هذا لإنه كان مهيأ لهذا ومتجهز و متعطش له .


و هناك من تكاثرت وتراكمت عليه معتقداته فاكتفى بها و لم و لا يريد أن يمسس بها أحد …


و كذلك أنت مهم أن تلاحظ حالاتك البشرية كانسان 


هل انت دائم التعلم .. دائم التغير ..


هل تتراحم مع جهلك في بعض الأوقات .. و لكن حينئذ تكتشف خطؤك في شئ تبادر في تصحيحه


ام هل تلاحظ أحياناً أنك قد تكون على علم بحقيقة شئ ما و لكن تدحضها لأنك لا تستطيع تحمل مسؤليتها الآن 


مهم أن تعي بحالاتك كانسان .. لتعرف قدر نفسك .. ومواطن قوتك و ضعفك .. و تختار أن تفعل بعضها .. وتعمل على البعض .. و تتراحم بضعفك البشري في البعض .. وتتواضع في البعض الآخر..


وهكذا …..  



التعليقات