خربشات قلم (١٠) كفى ….

 خربشات قلم (١٠) :




من أروع ما سمعت .. مقطع صوتي على تطبيق (الساوند كلاود ) ، تقرأ فيه فتاة رائعة تسمى لولو رأفت شيئاً قد كتبه زياد الرحباني ،وتسرده  بصوتها الجميل وتقول …


كانت أحاديث السهرة تدور

فقلت :

حدثونا عن غير الموت

قالوانحكي عن الحرب

قلتعن غير الحرب

قالوانحكي عن دموع المشردين

قلتعن غير دموعهم

قالواعن المنتظرين

قلتعن غير المنتظرين

قالوالا نعرف غير هذا فعمّ نحكي

قلتاسهروا كما تسهر الحيطان

لا تتكلموا عن شيء

وانظروا بعضكم الى بعض

علّ الوجوه تتحادث



و هدوء صوتها و نبرتها الحزينة العميقة جعلتني أشعر بشئ ما من هذا الكلام



أن هناك من قد أصبح كلامهمه كله من صميم معاناتهم التي مروا بها ، فإذا كنا نعيش في حربٍ ، فكلما تكلمنا نطقنا حروف تشير إلى الموت ،الحرب ، البكاء ، الدموع ، التشرد ، ألم الانتظار ، الدماء ، الخوف ، القهر ، الفقد …



فيصبح واقعنا هو جروحنا 

وتصبح جروحنا هي واقعنا


ويصبح كلامنا نابع من هذا الجرح …


ونظل هكذا


ولكن هناك من خرج من قلب هذا شاعراً بالإرهاق و

منادياً : أن كفى .. كفى 



كفى حرباً 


وإن لم تكف الحرب 



فكفانا ذكراً لجراح الحرب  



كفى اجتراراً للعجز 



و لنصمت قليلاً 



فلماذا لا نصمت لوهلة صمتاً كصمت الحوائط 


و يهدأ صوت الحرب ، وتهدأ أصواتنا 



ونكتفي بأن ننظر لبعضنا البعض 



انساناً لإنسان


عيناً لعين 



نشعر بالتواصل الصامت بيننا 



فقد يكون هذا أصدق  و أرحم 



من لساننا و من حروبنا التي نريد بها إنهاء بعضنا البعض


حتى يصمت أحدهم للأبد .. و يتكلم الآخر للأبد …………



#خرابيش_قلم 

التعليقات